في إطار تكويني التطبيقي كباحث في علم النفس الإكلينيكي والمرضي، انطلقت تجربتي الميدانية بمركز الأشخاص التوحديين التابع لجمعية يحيى للأطفال التوحديين يوم الأربعاء 28 ماي 2025 بتطوان، حيث سنحت لي الفرصة للعمل المباشر مع فئة الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، ضمن بيئة علاجية وتربوية تعتمد على أسس علمية دقيقة.
وقد ارتكز هذا التدريب الميداني على تطبيق تقنية تحليل السلوك التطبيقي (ABA)، باعتبارها إحدى أكثر الاستراتيجيات فعالية في دعم وتطوير قدرات الأطفال التوحديين. تم تنظيم جلسات تدريبية علاجية فردية وجماعية بإشراف أخصائيين معتمدين في مجال ABA، حيث تم التركيز على تنمية المهارات الاجتماعية والتواصلية، وتحسين الاستجابات السلوكية من خلال التعزيز الإيجابي، والتوجيه المنهجي، وتقنيات النمذجة والتكرار
.
كما تخللت هذه المرحلة التكوينية ورشة تكوينية متخصصة في تحليل السلوك التطبيقي، موجهة لمتدربين وممارسين، أطرها مجموعة من الأخصائيين في ABA، حيث تم خلالها التعمق في المبادئ النظرية والتقنيات التطبيقية لهذه المنهجية، مع تقديم دراسات حالة حية، وتحليل البيانات السلوكية للأطفال المستفيدين.
أهداف التدريب
التطبيق العملي للمفاهيم النظرية في علم النفس الإكلينيكي والمرضي.
اكتساب مهارات في التعامل مع الأطفال المصابين بطيف التوحد.
تعلم كيفية تصميم وتطبيق خطط تعديل السلوك وفق منهجية ABA.
تطوير الحس العيادي والقدرة على الملاحظة الدقيقة وتسجيل البيانات السلوكية.
خلاصة أولية:
لقد شكل هذا التدريب تجربة إنسانية وعلمية عميقة، مكنتني من ربط الجانب الأكاديمي بالتجربة الميدانية، وساهمت في تطوير أدواتي كباحث مستقبلي في مجال الصحة النفسية، خاصة في العمل مع فئة التوحديين. كما عزز هذا التدريب قناعتي بأهمية التدخل المبكر المبني على أسس علمية، وبالدور المحوري الذي يلعبه الأخصائي النفسي في مرافقة هذه الفئة وتحسين جودة حياتهم.
